سيطرت أجواء الاحتفالات والفرح على كامل الأراضي اللبنانية بُعيد إعلان رئيس مجلس الوزراء استقالة الحكومة، وتقديم الإستقالة خطّيًا في وقت لاحق إلى رئيس الجمهورية ميشال عون.

ومن طرابلس إلى صور، وزّع المتظاهرون الحلويات احتفالًا بتحقيق أولى مطالبهم، في حين اشتعلت سماء جل الديب وساحات بيروت بالمفرقعات النارية وأجواء الفرح والانتصار، في وقت انقسمت الآراء بين ابقاء الاعتصامات في الطرقات حتى تحقيق ثاني المطالب وهو تشكيل حكومة تكنوقراط، وبين رأي مؤيد لإبقاء الإعتصامات ونقلها الى الساحات فقط.

وكان يوم أمس شهد خرقًا أمنيًا ملحوظًا بعدما دخل مؤيدو حزب الله وحركة أمل الى ساحة الإعتصام في رياض الصلح في بيروت، وبدأوا بتكسير خيم المعتصمين وسرقة أغراضهم الشخصية والإعتداء عليهم. وعلى جبهة مؤيدي رئيس الحكومة، فقد أقدم مناصرو تيار المستقبل على قطع بعض الطرقات واعتماد المواكب السيّارة للتعبير عن رفضهم للإستقالة. 

وفي المواقف الدولية، حذرت الأمم المتحدة على لسان المنسق الخاص في لبنان الأحزاب السياسية من التعرض للمتظاهرين، محمّلة إياها مسؤولية سلوك وأفعال مناصريها والسيطرة عليهم. كما دعت القوى الأمنية الشرعية إلى العمل للحفاظ على الأمن والنظام ومحاسبة المحرضين على العنف. 

وقد برز موقف وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو الذي دعا الأفرقاء اللبنانيين الى تسهيل تشكيل حكومة فاعلة للبدء بالإصلاحات، وقال: “التظاهرات السلمية والتعبير عن الوحدة الوطنية خلال الأيام الثلاثة عشر الماضية أرسلت رسالة واضحة وهي أن الشعب اللبناني يريد حكومة فعالة وإصلاح اقتصادي ووضع حد للفساد المستشري”، داعيًا في بيان لوزارة الخارجية الأميركية الجيش والقوى الأمنية في لبنان لحماية المتظاهرين. أما وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، فقد اعتبر ان لبنان يمر بأزمة خطيرة جدًا، ورأى في كلمته أمام الجمعية الوطنية ان استقالة الحريري تفاقم الأزمة.