لم تصمد الصدمة الإيجابية التي أحدثتها إستقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الثلثاء لوقت طويل، بعدما لم يبادر رئيس الجمهورية ميشال عون ومن حوله الى تلقفها عبر البدء بالتحضيرات للدعوة الى الإستشارات النيابية الملزمة لاختيار رئيس جديد للحكومة، كما أفادت معلومات بمنع وسائل الإعلام من الإستمرار بتغطية الإعتصامات المستمرة في الساحات والمطالبة بتحقيق باقي المطالب وأولها تشكيل حكومة تكنوقراط بأسرع وقت.

وفي حين أفيد عن قطع الإنترنت عن بعض المناطق اللبنانية لعدم نقل صورة الإعتصامات، أبت طرابلس التخلي عن الاعتصام المفتوح في ساحة المدينة حتى تحقيق كل المطالب، لتنتقل بعدها صُور وأخبار تحرّك الجيش ضد المعتصمين على أوتوستراد العبدة، واستعمال الرصاص الحي في الهواء لملاحقة المعتصمين الى حافز لدى اللبنانيين للتضامن والتحرك في اتجاه عدم إخماد الثورة.

وقد عادت أجراس الكنائس لتقرع في الذوق وجل الديب وبرالياس كما الدعوات في بيروت وبعض المناطق، مناشدين اللبنانيين النزول لقطع الطرقات من جديد والوقوف في وجه محالاوت أهل السلطة القمعية، وداعين لتشكيل حكومة اختصاصيين في أقرب وقت ممكن ووقف كل أشكال القمع التي بدأت تأخذ منحًى تصاعديُا في الساعات القليلة الماضية.