عادت الساحة اللبنانية الى أجواء التصعيدات الشعبية مع سقوط السلطة السياسية في امتحان تمرير الجلسات التشريعية من دون الدعوة الى الإستشارات النيابية للبدء بتشكيل الحكومة المقبلة، ففرض الحراك الإجتماعي نفسه على مواعيد القرارات السياسية للبلاد بعدما تم تأجيل هذه الجلسات تحسّبًا لانتقال التظاهرات الى محيط مجلس النواب. وتوعّد الشعب اللبناني أهل السلطة بالتصعيد الإحتجاجي في ظل عدم إحراز التقدّم الملموس على صعيد المطالبات الشعبية في اليوم السابع والعشرين لبدء الإنتفاضة اللبنانية.
على الصعيد الطلابي، وبعدما تجاوبت إدارة جامعة الروح القدس في الكسليمك مع طلابها المعتصمين وعلّقت الدروس والإمتحانات فيها يوم أمس الإثنين، أعلن وزير التربية أكرم شهيّب إقفال المدارس الجامعات الثلثاء، ليشمل الإقفال في وقت لاحق المصارف وبعض المؤسسات الخاصة، في ظل الدعوة الشعبية للعودة الى الساحات وممارسة الضغط على السلطة عبر إقفال الطرقات والتظاهر في الأماكن العامة وأمام المؤسسات الرسمية والتابعة للدولة اللبنانية كمؤسسة كهرباء لبنان.
وفي الميدان، كان لافتًا انضمام مدينة شتورة البقاعية الى لائحة ساحات الثورة، حيث تجمّع البقاعيون من مختلف مناطقهم وفئاتهم وأعمارهم في ساحة المدينة، مضيئين هواتفهم وهاتفين بمطالب الثورة اللبنانية على وقع الأناشيد الوطنية. كما عاد أوتوستراد جل الديب الى الواجهة حيث أغلق المتظاهرون ليل أمس معظم مسالكه، في حين حافظت ساحات بيروت وصيدا والنبطية على زخمها المعتاد، ولم يخفّف الإشكال العائلي الذي أوقع قتيلًا وعدد من الجرحى في طرابلس من عدد المتظاهرين في ساحة المدينة