عشية مرور شهر على بدء الثورة الشعبية ضد أهل السلطة والحكم في لبنان، لا تزال صُور ومشاهد تعرّض المعتصمين في جل الديب للضرب والتعنيف من قبل القوى العسكرية تحتلّ وسائل التواصل الاجتماعي والرأي العام. وجاءت صُور الفيضانات وإغلاق السيول للطرقات في أول الأيام الماطرة قبل بدء فصل الشتاء لتؤكّد للبنانيين أحقية مطالبهم وعجز الطبقة الحاكمة عن إيجاد الحلول للقضايا الحياتية الأساسية.

وإلى جانب المراوغة الاعتيادية للسلطة في تشكيلها للحكومات حتى في ظل الأوضاع غير العادية التي تمرّ بها البلاد، تساءل المطلعون عن سبب طرح إسم الوزير السابق محمد الصفدي لرئاسة الحكومة المقبلة في وقت سابق وحرق هذا الإسم في وقت لاحق، في ظل تأكيد الكثير من المحللين ان هذه الخطوة سعت الى تصفية حسابات سياسية بين أركان السلطة أنفسهم ورفع حظوظ سعد الحريري التكليف.

وفي إطار الحراك الشعبي، تستمر “بوسطة الثورة” التي انطلقت من العبدة في عكار، في زيارتها إلى كل ساحات الاحتجاج، من ساحة النور بطرابلس إلى البترون وجبيل فذوق مصبح وجل الديب ثم إلى الاشرفية جسر الرينغ وساحة الشهداء في بيروت، لتصل إلى خلدة وتضع “إكليل الثورة” مكان استشهاد علاء أبو فخر. وستكمل البوسطة جولتها جنوبًا إلى الناعمة وبرجا وصولًا إلى عاصمة الجنوب صيدا ثم إلى كفررمان والنبطية، وتختتم الجولة في صور حيث تعقد جلسة حوارية بين أبناء الوطن من شماله إلى جنوبه.