استمرت التحركات الميليشياوية لليلة الثانية على التوالي في وجه الحراك اللبناني ضد الطبقة الحاكمة، محاولةً حرق مطالب اللبنانيين بورقة الحرب الأهلية، وهو ما كان أهل السلطة يهددون به منذ اليوم الأول لاندلاع الانتفاضة الشعبية، مستعملين هذه المرّة ورقة “أبناء الشوارع” لخلق شارع مضاد قادر على مواجهة سلميّة الثورة.
وامتدت رقعة انتشار المهاجمين الذين رشقوا المواطنين والقوى الأمنية والجيش بالعصي والحجارة، من وسط بيروت وصولا الى أطراف عين الرمانة والشياح، حيث تداعى مواطنو وشبّان المنطقة إلى الطرقات الداخلية والعامة، ونجحوا في صدّ تمدّد الشغب الى شوارعهم السكنية. وبعد حرق خيم المعتصمين في صُور وتهديدهم وإطلاق النار، كان ثوار بعلبك مع موعد مع الأداة القمعية نفسها، حيث تمت محاصرة مجموعة من الحراك المدني داخل مبنى في وسط المدينة، إلى أن تم تحريرهم في وقت لاحق بحماية الجيش اللبناني. وفي الشارع المتني، حاول أنصار “العهد القوي” الردّ على المعارضين عبر حشد مواكب سيّارة انطلقت من مركزهم في الصالومي، لكنهم واجهوا امتعاضًا شعبيًا عارمًا مع مرورهم في أكثر من منطقة، وأبرزها بكفيا حيث سقط خمسة جرحى في مواجهات الأهالي مع الجيش الذي فتح الطرقات للمواكب العونية. وفي الشمال، وقع إشكال تطور الى إطلاق النار أمام مكتب العونيين في طرابلس، حيث أُضرمت النيران في المكان وتم توقيف أربعة أشخاص.
حكوميًا، وبعد بيان رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري والذي أكد فيه أنه لن يطرح إسمه لرئاسة الحكومة المقبلة، بدأ طرح إسم المهندس سمير الخطيب كأحد المرشحين المحتملين لهذا المنصب. ولو ان رئيس الجمهورية ميشال عون لم يحدد موعد الاستشارات النيابية الملزمة بعد، حذّر رئيس مجلس النواب نبيه برّي من حرق إسم الخطيب كما حصل سابقًا عند طرح إسمي محمد الصفدي وبهيج طبارة.