في ردّ صارخ على ما حاول أركان السلطة القيام به في الأيام والليالي الفائتة، تجمّع عدد كبير من أمّهات منطقة عين الرمانة في مسيرة سلميّة باتّجاه منطقة الشياح، حاملين الورود البيضاء كرسالة سلام في وجه دعوات الحرب ومحاولات خرق متاريس جديدة بين اللبنانيين. وقد لاقت أمهات الشياح هذه المسيرة من جهتها، مؤكدات بدورهنّ على نبذ العنف والتوترات والإنقسامات الطائفية بين المنطقتين وعلى مساحة الوطن. وركّزت الكلمات وشهادات الحياة التي تلتها بعض السيدات على أهمية التلاقي ونبذ التفرقة التي يحاول البعض إعادتها الى الحياة بعدما تمّ دفنها بين اللبنانيين. كم تجمّع عدد من الأمهات في منطق أخرى كطرابلس وصيدا وصور في تحية لهذه الخطوة التي لاقت ترحيبًا عارمًا في الشارع اللبناني.

وفيما تستمر الإعتصامات والتجمعات في بعلبك وصور والنبطية وطرابلس ردًّا على ما تعرضوا له المعتصمين يوم أمس الأربعاء من قبل بعض مهاجمي السلطة، شهدت الطرقات اللبنانية زحمة غير مسبوقة على محطات الوقود بعدما أعلنت نقابة أصحاب محطات المحروقات عن الإضراب المفتوح بدءًا من اليوم الخميس “نتيجة وجود دولارين في السوق اللبنانية وعدم التزام طرفي الإتفاق مصرف لبنان والشركات المستوردة للمشتقات النفطية ببيع الوقود في الليرة اللبنانية بدل الدولار”.

سياسيًا، كان لافتًا موقف رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي نُقل عنه انه “لا يجوز ممارسة الديكتاتورية لا في الشارع ولا في المؤسسات”، داعيًا الحكومة المستقيلة لأن تقوم بواجباتها خصوصًا في هذه الظروف. أمّا الوزير السابق جبران باسيل، فقد انتقد بلهجة تهديدية اللبنانيين المنتفضين خلال كلمته في المؤتمر الدولي في بودابست ، قائلًا: “تخيلوا أنهم يعدون اللبنانيين بربيع آخر وهم يحضّرون لهم شتاءً آخر في ظل إنتفاضةٍ محقّة بدأت ملونةً وقد تنتهي سوداء، إذا ما استمر النفخ فيها حقدًا وتحريضًا وشتمًا وتقطيعًا لأوصال الوطن”.