على وقع شحّ الوقود والمواد الأولية وغلاء وفقدان الدولار من الأسواق اللبنانية، لا يزال اللبنانيون يتمسكون بثورتهم السلمية على مختلف أوجهها كأملهم الأخير، علّ أهل السلطة يستفيقون على ما ينتظر البلاد ويساهمون ولو متأخرين بإنقاذ ما تبقّى من اهتراء مؤسساتي وسقوط إقتصادي أحد لا يعرف إلى أين سيؤديان.

وفي الوقت الذي لا يزال ناشطو الثورة اللبنانية يحتفلون في الإفراج عن الناشطة “دانا حمّود” بعد إشكالها مع القوى الأمنية في بيروت الجمعة، تكرّر مشهد التمسّك الشعبي بالوحدة الوطنية، وهذه المرّة من منطقة الأشرفية-الرينغ-الخندق الغميق، حيث سارت الأمهات يدًا واحدةً مؤكدات نبذ كل أنواع الفتن والتفرقة الطائفية والدعوات الى الحرب التي يسعى إليها أهل الحكم. ومن الرينغ إلى الجنوب، شهد ليل مرج بسري قدوم المزيد من المشاركين الذين انضمّوا الى الناشطين المعتصمين هناك، محتفلين بمَ حققته الثورة حتى الآن وخصوصًا توقّف الأعمال في المشروع.

سياسيًا، وبعد انتقاد الإجتماع المالي الذي حصل في قصر بعبدا الجمعة وعدم تقديمه أي مشاريع حلول مقبولة للأوضاع التي تمرّ بها البلاد، حملت زيارة قائد الجيش العماد جوزف عون الى كل من الرئيسين نبيد بري وسعد الحريري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة الكثير من التحليلات. وفي حين عُلم ان قائد الجيش شدّد مع حاكم المصرف المركزي على ضرورة ان لا تشمل أي سياسات مالية مقبلة حقوق العسكريين، أكّدت مصادر لـ”المركزية” ان قائد الجيش حثّ بري والحريري وأفرقاء السلطة على الإسراع في تشكيل الحكومة ولجم مؤيديهم المتهورين الذين هددوا السلم الأهلي في أكثر من منطقة، وعدم وضع الجيش في “بوز المدفع” أمام تحدّ قد يهدّد وحدته، مشيرًا الى أنّ “الجيش اللبناني هو جيش الشعب وليس جيش النظام”.