بات من الواضح والمؤكدّ أن عمليّة اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني لن تمرّ مرور الكرام على الساحة الإيرانية التي تواجه اليوم خيارات عدة للرد على الضربة الأميركية الموجعة.
وبالرغم من تعدّد الخيارات المتاحة لطهران، إلا أن أولى الخطوات المتوقعة للدولة الفارسيّة ستكون بإعلانها يوم الاثنين 6 كانون الثاني عن قرارات جديدة تنهي الاتفاق النووي الدولي لعام 2015 ومن هذه القرارات إعادة تشغيل منشآت محظورة أو تجاوزعتبة جديدة في تخصيب اليورانيوم.
ومن المرجّح أن تكون المصالح الأميركية في العراق أولاً ومن ثم في لبنان وسوريا واليمن هدفاً للعمليات الإيرانية التي من الممكن أن تنفذها مجموعات مسلّحة داعمة لإيران أو تابعة لها وأبرزها حزب الله اللبناني والحوثيين من دون استبعاد القيام بالمزيد من العمليات في مضيق هرمز لتعطيل حركة الملاحة العالمية.
وإضافة إلى التصعيد العسكري، يبرز خيار الهجمات الإلكترونية كخطوة تدرسها طهران بجدية مع إجماع الخبراء أنها أصبحت لاعباً لا يستهان به في المشهد الإلكتروني العالمي بعد تشكيلها ما يعرف بالجيش الإلكتروني الذي سيركّز جهوده على استهداف البنى التحتية التي تعنى بالصناعات الأميركية وأنظمة انتاج الطاقة في الولايات المتحدة.
يأتي ذلك في وقت أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أمس إن الولايات المتحدة بصدد نشر ما يصل إلى 3500 جندي إضافي في الشرق الأوسط مع تزايد التوتر بعد اغتيال سليماني والذي كان قد سبقه الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد حيث كانت عناصر الحشد الشعبي في طليعة المهاجمين.