تستمرّ جوجلة الأسماء بين الرئاسات الثلاث ومن خلفها من أجل الإتفاق النهائي على شكل الحكومة المقبلة، بعدما أشارت التسريبات الصحافية إلى أن الأسماء والحقائب أصبحت شبه محسومة بين أفرقاء الأكثرية الحاكمة. فبعد تنازل رئيس الحكومة المكلف عن دميانوس قطار لحقيبة “الخارجية” والتوجّه نحو تسمية شخصية يرتاح لها “حزب الله” وفريق رئيس الجمهورية ميشال عون، أفادت المصادر الصحافية الصباحية من بيروت أن الحكومة أصبحت شبه مكتملة، بانتظار بعض التعديلات النهائية قبل الإعلان عنها.
من جهة أخرى، أشار مطّلعون إلى أن الإيجابية التي يسوّق لها مشكّلو الحكومة العتيدة قد لا تكون بهذه الواقعية، خصوصًا في ظل التطورات الميدانية و”الضربات الإيرانية” لقواعد أميركية في العراق، وما سيتبعها، وتصعيد لهجة التهديدات الإقليمية لتصل إلى لبنان بعدما أعلن مرشد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي أنّ “حزب الله هو يد لبنان وعينه ولن يستطيع الأميركيون ضربه من أجل مساعدة إسرائيل”. وعلى صعيد آخر، تساءلت مصادر سياسية عن أي نوع من العمليات القيصيرية سيجريها عون والرئيس المكلف حسان دياب لولادة هذه الحكومة، خصوصًا وأنّ عامل الثورة عاد إلى الشارع بعدما انكفأ في الفترة السابقة، لكنّه عاد لينبض من جديد خصوصًا في الأيام الأخيرة الماضية مع عودة الإعتصامات الليلية إلى بعض الطرقات الرئيسية كالذوق والدورة والرينغ وغيرها من طرقات البقاع والشمال وصيدا.
وعلى وقع الإعتصامات اليومية المتنقلة أمام الدوائر الحكومية والمصارف، تجمّع الثوار الرافضون لبثّ مقابلة الوزير السابق جبران باسيل أمام مبنى “الجديد”، وما أسموه “الصفقة بين تحسين خياط وباسيل” لتلميع صورة الأخير. وما ان بدأت المقابلة حتى امتلأت مواقع التواصل الإجتماعي بالتعليقات المنتقدة للإعداد والمضمون، خصوصًا بعد تشديد باسيل على أن فريقه لم يشارك في الفساد أو الضغط في اتجاه فرض الأسماء في الحكومة المقبلة، أو حتى عند قوله ان زوجته (شانتال) تقف بالصفّ مثل باقي المواطنين لاستلام المبلغ المالي الصغير المحدّد من المصرف.