تتوالى المبادرات الإغترابية الداعمة للبنان بشكل ملفت في الأشهر الأخيرة، خصوصًا بعد بدء ثورة 17 تشرين الأول 2019، وما أعطته من أمل وزخم للشباب اللبناني في العالم بأن التغيير قد يصبح ممكنًا.

في أستراليا، حيث الجالية اللبنانية تعدّ من أكبر الجاليات وأكثرها عددًا وتأثيرًا في جميع الولايات، يتسابق اللبنانيون على القيام بمبادرات، منها فردية وأخرى جماعية، لمساعدة الشعب اللبناني في محنته في هذه الظروف الاستثنائية التي يمرّ بها.

وفي سيدني، تعمل مجموعة من المغتربين الشباب على تنظيم جمعية “Lebanon Abroad” كمنظمة غير حكومية، أو ما يُعرف بالـNGO، هدفها الأساسي مدّ الجسور بين لبنان المقيم ولبنان المغترب، ليس فقط في أستراليا بل في باقي دول العالم.

ويشرح أحد الناشطين في الجمعية بيار السخن عن الفكرة وراء تأسيسها بالقول: “اللبنانيون اليوم هم بحاجة لبعضهم البعض أكثر من أي وقت مضى، والخطوات العملية تبقى الأساس في تحريك التغيير الذي قامت به الثورة اللبنانية أخيرًا، لذلك ارتأينا كمجموعة من الشباب اللبناني أن ننشئ هذه الجمعية لتوحيد الرؤية في كيفية المساعدة. وكانت الخطوة الأولى أن سجّلنا هذه الجمعية لدى السلطات الأسترالية لإبقاء جميع خطواتنا تحت سقف القانون المحلي، وأنشأنا موقع الـlebanonabroad.org بالإضافة إلى صفحتنا على الفيسبوك، لتسهيل التواصل بيننا وبين المجموعات في البلدان الأخرى”.

تختلف فترات الهجرة التي قدم خلالها إلى أستراليا كل من بيار وربيع ولارا وياسر وجيزيل وبسام وأميليا وميمي وعلاء ورفعت وكريستوفر وعدنان ومصطفى ومارك وغيرهم من الناشطين في هذه الجمعية، ولكن يبقى حبّهم للبنان وحنينهم لأهلهم هناك هو المحرّك الأساسي وراء أهداف هذه الجمعية. وعن طرق المساعدة، يقول السخن لموقع LebAustralian.com: “نحاول قدر المستطاع الإبتعاد عن المساعدات المالية لما فيها من حساسيات أكانت قانونية أو غيرها، ولكن خططنا تتركّز أكثر فأكثر على المساعدات العملية كدعم القطاع الطبي في لبنان والمساعدات الغذائية والمعيشية وغيرها من الأمور الحياتية الأساسية والتي تأثرت بشكل مباشر خلال الأشهر الماضية”.

وعن الفرق بين هذه الجمعية وغيرها من الجمعيات والمبادرات السابقة في سيدني وأستراليا، يؤكد القيّمون أن كل مجموعة لها هدفها وطريقة عملها، وهم يتحركون بعيداً عن أي طموح سياسي كأفراد وكمجموعة، “ولا مانع لدينا من التنسيق والتعاون مع أي مجموعة في أستراليا طالما أن الأهداف تصبّ أخيرًا في مصلحة لبنان والشعب اللبناني”.

“Lebanon Abroad” وغيرها من الجمعيات والمجموعات اللبنانية تبقى الدليل الأكبر على أن الثورة اللبنانية لا تقف حدودها عند حدود ذلك الوطن الصغير بمساحته، وكبير بشعبه. ولطالما لفتت المناهج اللبنانية في كتبها إلى أنه، وفي الظروف التاريخية الصعبة التي مرّت على لبنان، كان المغتربون أحد العوامل الأساسية وراء صمود الشعب اللبناني وإكمال مسيرته. ويبقى الأمل في أن تصبح هذه المرحلة من التاريخ قريبًا، ليكتب اللبنانيون في لبنان والعالم حاضرًا جديدًا.

(لا تتردّوا في التواصل معنا عبر بريد صفحتنا على الفيسبوك لنشر أي مبادرة إغترابية جديدة)