على وقع صرخات الثوار في ساحات العاصمة اللبنانية وما رافقها من إشكالات أمنية مع العدد الكبير من الجيش والقوى الأمنية الذي زرعته السلطة في محيط وسط العاصمة وصولًا إلى ساحة مجلس النواب، نالت حكومة حسان دياب العشرينية ثقة البرلمان اللبناني بأغلبية 63 صوتًا من أصل 84 نائبًا حضروا الجلسة. وبالإشارة إلى أن النواب الـ128 الذين يشكلون المجلس كان تمّ انتخابهم من قبل 49.20 في المئة من الشعب اللبناني كما أظهرت الأرقام في الإنتخابات التشريعية في العام 2018، تكون هذه الحكومة قد نالت على ثقة أقل من نصف النصف من الشعب اللبناني، أي أن أكثر من 75 في المئة من اللبنانيين لم يعطوها الثقة عمليًا.
وفيما أعلن الصليب الأحمر نقل 26 جريحاً إلى المستشفيات وإسعاف 175 مصاباً في المكان نتيجة المواجهات مع بعض الثوار الذين أغلقوا أغلب المنافذ والمعابر إلى مجلس النواب منذ ساعات الصباح الأولى، كان لافتًا القرار الأمني والعسكري الحاسم بتمرير جلسة “الثقة” رغم أي ظرفٍ كان، حتّى ولو استدعى الأمر في بعض الأماكن رمي الغاز المسيل للدموع واستعمال القوة لفتح الطرقات وتأمين مرور مواكب النواب.
وفي البرلمان، كان فريق السلطة يعدّ العدّة لتمرير الثقة بيوم واحد عوض يومين، حتى ولو بعقد الجلسة من دون النصاب القانوني (65 نائبًا). وذكرت صحيفة “نداء الوطن” أنّ رئيس المجلس نبيه برّي انتظر أكثر من نصف ساعة بعد تمام الساعة 11، موعد جلسة الثقة، من دون أن يتأمن النصاب، فأبدى حينها استياءه الشديد من نواب “المستقبل” و”القوات اللبنانية” الذين لم يدخلوا الجلسة، ليلجأ عندئذ إلى رئيس الحزب الإشتراكي وليد جنبلاط مستعجلاً وصول نواب كتلته. وبادر عند الساعة 11:36، وقبل اكتمال النصاب داخل القاعة العامة إلى الإيعاز بـ”قرع الجرس”، تمهيداً لدخوله القاعة العامة مفتتحاً الجلسة بحضور 58 نائباً، فأضفى عليها نصاباً قانونياً افتراضياً “على اعتبار ما سيكون” بعد وصول نواب “الاشتراكي” فضلاً عن أربعة من كتلة “التنمية والتحرير” الذين كانوا في طريقهم من المطار إلى البرلمان.
وإزاء تأكيد “مدوّن محضر الأسماء” للصحافيين أنّ عدد النواب الحاضرين في القاعة العامة لم يتخطّ عدد الـ58 عند انعقادها، اعتبرت مصادر رئاسة المجلس النيابي لـ”نداء الوطن” أنّ “من حق رئيس المجلس الدخول إلى القاعة والطلب إلى الموظف المعني أن ينادي على النواب الموجودين خارجاً، خصوصاً وأنه تم إبلاغ بري حينها أنّ نواب “اللقاء الديموقراطي” باتوا في حرم المجلس وهم في طريقهم إلى القاعة العامة.
عرّابو الحكومة في كباش مع الشارع.. لا ثقة بالنصاب