أطلقت مجموعة من الثوار وناشطون من حملة الحفاظ على الأماكن الأثرية في لبنان، حملة حماية آثار نهر الكلب، في ظل الإنتهاكات التي تتعرض له جراء بناء المقر العام لـ”التيار الوطني الحرّ” على قمة الصخور، وما تسببه الحفريات من تغيير لمعالم المكان الأثري وتأثيراتها على الصخور واللوحات التاريخية هناك.
وتحت عنوان “دمرتوا ماضين ومستقبلنا، حلوا عن تاريخنا”، دعا الناشطون اللبنانيين إلى تجمع شعبي و”مشوار” في نهر الكلب، اليوم الأحد عند الساعة 12 ظهرًا، رفضًا لاستمرار ما يقوم به أحد أبرز أفرقاء السلطة، بعدما طالت انتهاكاتهم البشر والحجر. وكان لافتًا الوجود الكثيف للجيش اللبناني في محيط أعمال الحفر أثناء التجمع، كما سُجّل أيضًا استنفار مناصرين للتيار في المنطقة.
وفي مؤتمر صحافي، أعلن الناشطون عن أن الحملة قد أبلغت “اليونيسكو” وبصورة عاجلة عن الإنتهاكات التي يتعرّض لها هذا المعلم التاريخي والثقافي، مطالبين المنظمة الدولية بوضع يدها على الملف وإيقاف أعمال الحفر التي تقوم بها شركة داني خوري للمقاولات، وهو أحد أبرز رجال الأعمال اللبنانيين المقربين من رئيس “التيار الوطني الحرّ” جبران باسيل، والذي ارتبط إسمه بفضائح وملفات في الفترة الأخيرة، أي منذ اندلاع ثورة 17 تشرين الأول 2019.
وأشارت الحملة في مؤتمرها إلى أن تكلفة المقر الحزبي في نهر الكلب المتوقعة ليست بأقلّ من 10 مليون دولار، لافتةً إلى أن شركة كسارات في كفرذبيان (ويملكها أحد رجال الأعمال من آل الحاج) كانت تعهدت بتكاليف أعمال الحفر في صخور نهر الكلب، والتي تبلغ مليون و200 ألف دولار، مقابل إعطائها رخصة غسيل البحص لتزفيت الطرقات بالإضافة إلى رخصة كسارة في سلسة جبال لبنان الشرقية (بحسب المؤتمر الصحافي).
وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، لم يسلم التيار العوني أو رئيسه من الإنتقادات بعدما أظهرت صُور جوية حجم التغييرات الجيولوجية التي أحدثتها الحفريات خلال الأشهر القليلة الماضية، فيما علّق أحد الناشطون بالقول: “فليُغيروا إسم النهر أيضًا إلى نهر جبران أو نهر التيار”.