أعلنت الدولة اللبنانية رسميًا إفلاسها، على لسان رئيس حكومتها حسان دياب، وذلك بإجماع وزرائها وبغطاء رسمي من رئيسي الجمهورية والبرلمان، بقرارها التخلف عن تسديد الديون لعدم توفر الإمكانات، فاتحة الباب أمام المفاوضات مع الدائنين، فيما الأنظار باتت متجهة إلى ما بعد هذا القرار، خارجيا وداخليا، إذ إن هذه السابقة الخطيرة لن تمر من دون تداعيات على تصنيف لبنان وسمعته المالية.

وقال دياب إن لبنان سيعلق تسديد استحقاق اليوروبوند، موضحا ان “احتياطاتنا من العملات الصعبة بلغت مستوى حرجا وخطيرا ما يدفعنا لوقف دفع استحقاق آذار من اليوروبوند لاستعمال المبالغ لتأمين الحاجات الاساسية للشعب اللبناني”، مؤكدًا ان الدين أصبح أكبر من قدرة لبنان على تحمله، ومشيرًا أن انه “وبحسب تقديرات البنك الدولي، اكثر من 40 بالمئة من السكان قد يجيدون انفسهم تحت خطّ الفقر قريبًا”.

وما أن انهى رئيس الحكومة كلمته، حتى انفجر الشارع اللبناني المنتفض أصلًا على الطبقة السياسية بأكملها، وعلى الفريق الحاكم بوجهٍ خاص، فأقفلت الطرقات الرئيسية من البقاع والشمال، إلى بيروت والجنوب، مرورًا بجبيل وكسروان والدورة، فيما سُجّل تعرّض مناصري أحزاب السلطة للثوار في بعلبك، وسقوط جريحين عند جسر الرينغ بعد اشتباك مع القوى الأمنية التي حاولت فتح الطرقات.

وعلى خطّ هلع الكورونا المستجدّ لدى وزير الصحة حمد حسن، أشارت التقارير الأخيرة إلى ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس في لبنان إلى 22 وُضعت بالحجر الصحي في مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت، فيما أوصت اللجنة الوزراية بإقفال جميع المؤسسات التعليمية، حتى 14 آذار، وإغلاق جميع الأندية الرياضية ودور الحضانة والملاهي والمعارض والمسارح ودور السينما والمقاهي، داعية المواطنين الى تجنب الاجتماعات العامة.

يُشار إلى أنّ آخر الوافدين المصابين بالفيروس إلى بيروت، كانت عارضة الأزياء جين عضاضة والتي أتت من إيطاليا عبر لندن، وأقامت حفلة عيد ميلاد لابنتها بحضور رفاقها في المدرسة الخاصة، وأمهاتهم، الأمر الذي استدعى تعقيم المبنى بأكمله حيث تسكن عضاضة، وفق تسجيلات صوتية سُربت عبر مواقع التواصل الإجتماعي.