خبران سيطرا على الساحة اللبنانية يوم أمس الثلثاء: نسبة تجاوب اللبنانيين الكبيرة مع العزل المنزلي للحد من انتشار فيروس الكورونا (Covid-19)، وإفراج المحكمة العسكرية عن القيادي في “جيش لبنان الجنوبي” عامر الفاخوري.

في العنوان الأول، بدت شوارع بيروت والطرقات العامة والداخلية في المناطق اللبنانية كافة منتفضة على انتشار فيروس الكورونا، فاستمر أغلب اللبنانيين بالتزام منازلهم، متحدّين الوباء، بعد أن سبقوا إجراءات السلطات الرسمية وتجاوبوا مع الحملات الإعلامية والإجتماعية بالحد من التنقل والتزام الوقاية وعدم التجول قدر الإمكان، بالرغم من تسجيل بعض الخروقات في مناطق محدودة. وقد ذكرت معلومات أن لبنان سجّل حالة الوفاة الرابعة بالفيروس ليل أمس، فيما وصل عدد المصابين إلى 124 حالة.

وعلى خط القضاء، انشغلت الساحة اللبنانية ومواقع التواصل الإجتماعي بإصدار القاضي في المحكمة العسكرية العميد حسين عبدالله قرارًا بالإفراج عن “جزار الخيام” عامر الفاخوري، في طعنة وجهها الفريق الحاكم و”محور المقاومة” إلى أنصاره، ما انعكس تخبطًا في المواقف الرسمية والشعبية لهذا الفريق. وفي وقت تقاذف فرقاء السلطة المسؤولية بين من اتّهم الرئيس ميشال عون ومن خلفه رئيس “التيار الوطني الحرّ” جبران باسيل بإبرام صفقة مع الأميركيين، ومن أكّد أن العميد عبدالله محسوب على “حزب الله” وبالتالي فإنّ الصفقة أتت من باب الحزب على حساب “الشهداء والمعتقلين” وبموافقته الكاملة. أمّا الفريق المقابل، فلم يمرر هذه الفرصة من دون التذكير بالصفقة التي أبرمها حزب الله في وقت سابق مع منظمة “داعش” الإرهابية وتهريب عناصرها عبر باصات مكيّفة من الجرود اللبنانية إلى الداخل السوري، أو بأحكام المحكمة العسكرية الأخيرة والتي صدمت الرأي العام اللبناني في الفترة الأخيرة، من الإفراج عن العميل والقيادي العوني فايز كرم، إلى الحكم المخفف على الوزير السابق ميشال سماحة، وصولًا إلى تبرئة المقدم سوزان الحاج والإفراج عن المقرصن إيلي غبش يوم أمس بعدما اتهامهما بفبركة ملف العمالة للممثل زياد عيتاني.

وعملت الماكينة الإعلامية ومواقع التواصل الإجتماعي التابعة لـ”محور الممانعة”، على تبرير صفقة الفاخوري، فيما استعملت بعض المواقع والمؤسسات الإعلامية المقرّبة من “حزب الله” موضوع “الكورونا”. وفي حين استغلّت إحدى الصحف المقربة من الحزب المعلومات عن أنّ الوفاة الرابعة هي لوالد أحد الرهبان اليسوعيين، شددت الصحيفة على أن الطائرات من المدن الإيرانية الموبوءة، والتي وصلت في شباط، لم تحمل الإصابات الأولى بالفيروس إلى لبنان، بل الطائرات التي أتت من إيطاليا وحملت رهبانًا يسوعيين، وتمّ التكتّم عنها، ودائمًا بحسب الصحيفة “الممانعة”، مستندة إلى بيان الرهبنة بوضع 11 راهبًا في الحجر الصحي في مستشفى “أوتيل ديو”، على قاعدة “عنّا في إيران ما كان في شي”.

يُشار إلى أن “حزب الله” لم يعلّق بأي بيان رسمي أو موقف على ما ذكرته صحيفة “لو موند” الفرنسية في الأسبوع الماضي عن اسقبال قيادات ومسؤولين من إيران في مستشفى تابع للحزب في الضاحية الجنوبية، والتكتّم عن أعداد والوفيات في بيئته، والإكتفاء بما يصدر عن وزيره في الحكومة اللبنانية حمد حسن.