خاص – يستمرّ بركان الإشكالات والتشرذم في التفاعل داخل أروقة ما تبقّى من “الحزب السوري القومي الإجتماعي” وفي صفوفه الداخلية والإغترابية، حيث يعيش حزب “تحيا سوريا” صراع البقاء، مع توالي الإنقلابات الداخلية فيه وتسجيل الإعتراض تلو الآخر على الأداء العام وخصوصًا أداء المجلس الأعلى للحزب ورئيسه أسعد حردان، والفريق المحيط به.
وقد يكون جمر الصراع الذي ما زال متّقدًا تحت رماد المؤتمر الحزبي في العام 2016، مرجعًا لأساس المشاكل التي قسمت الحزب بين فريق ينادي بالطريقة الديمقراطية في العمل الحزبي، ولو بنفسٍ سوري وبمباركة بعض الرموز في النظام السوري، وفريق متمسّك بسلطة الرئاسة العليا للحزب، مدعومًا مباشرة من النظام السوري وأحزاب السلطة في لبنان، وعلى رأسهم حركة “أمل” و”حزب الله”.
وآخر فصول المعركة القومية – القومية، الإستقالات التي تبعت إستقالة رئيس الحزب فارس سعد ونائبه من منصبيهما في شباط الماضي، بعد تفاقم الخلاف مع حردان وفريقه (وهذه هي الإستقالة الرابعة لرئيس الحزب في الأربع سنوات الأخيرة للسبب نفسه). وبدأت الإستقالات بعد أن فتح سعد معركة تغيير عمداء الدفاع والداخلية وعبر الحدود، الأمر الذي لم يُعجب إيلي خوام (عميد عبر الحدود)، ما أدّى به إلى إجراء إتصالٍ هاتفي مسجّل بسعد، إنتشر سريعًا بين “الرفاق” في الحزب، حيث استعمل الرجلان جميع عبارات الشتيمة بحق بعضهما البعض، ونتحفّظ عن نشر التسجيل لما فيه من عبارات نابية.
وبعد الإتصال، أجرى سعد تسجيلًا عبر الواتساب، وأيضًا انتشر بين “الرفاق” متوجّهًا فيه إلى خوام الذي نعته بـ”البرغشة”. لتستمرّ المعارك بين الفريقَين في الحزب، حتى وصلت إلى تقديم العديد من المحازبين في أستراليا وأوروبا وأميركا لاستقالاتهم الجماعية، خصوصًا أن للمحازبين المغتربين الكثير من المآخذ على أداء خوّام، حيث يتّهمه البعض بإخفاء الأموال التي تمّ التبرّع بها من الخارج للحزب.
يُشار إلى أن خوّام كان ورد إسمه في اكثر من تحقيق صحافي عالمي، وهو متّهم مع أخيه بسّام بدفع أموال للسياسيين أميركيين وأوروبيين لزيارة دمشق ولقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد، وآخر التحقيقات ما نشرته صحيفة “HuffPost” عن دفع الأخوين خوّام 26 ألف دولار للسيناتور عن ولاية أوهايو Dennis Kucinich وماكينته الإنتخابية، والذي زار الأسد بعدها في العام 2016 (الخبر الكامل).