شهد لبنان في وقت متأخر من ليل أمس الأول، بدايات الحملات الاحتجاجية المتجددة في معظم المدن والمناطق، امتدت من بيروت إلى طرابلس وصيدا، في تجاوز واضح لشروط التعبئة الصحية العامة، إلا من حيث الالتزام بالكمامات الواقية من الكورونا.

التحركات المستجدة، ردت احتجاجاتها إلى الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وغلاء الأسعار، وهذا ما رفع به الصوت المعتصمون في ساحة النور في طرابلس، بعد جولة انفعالية غاضبة على بيوت السياسيين، اقترنت بالدعوة الى استكمال انتفاضة 17 تشرين الأول. والى جانب العامل الاقتصادي الضاغط، كانت السياسة أساس انطلاق المواكب الاحتجاجية السيارة في شوارع بيروت، والتي بدأت أشبه “ببروفة” تجريبية لانطلاق التحركات الثورية في السادس من حزيران المقبل. واعتبرت أوساط مطّلعة أن التحرك الشعبي على طريق القصر الجمهوري في بعبدا ليل امس الأحد وإحراق صُور الرئيس ميشال عون، وما تبعها من مواجهات مع الحرس الجمهوري، هي إشارة واضحة من الثوار بالعودة إلى تصويب البوصلة إلى حيث يجب في تحركاتهم اللإحتجاجية. كما سُجّل توجّه بعض أزلام “التيار الوطني الحرّ” إلى مفرق القصر، في خطوة تهديديّة من قبل “الحزب الحاكم” لحراك اللبنانيين.



وفي بيروت، وبعد الإشتباكات بين المعتصمين وأمن رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ما أسفر عن أضرار في السيارات وسقوط جرحى، امتدت المسيرات السيارة إلى منطقة سن الفيل، حيث منزل الرئيس السابق للجمهورية أمين الجميل، وقد عمدوا الى إنزال صور لرئيس “الكتائب” سامي الجميل وأحرقوها، وهتفوا ضد الفساد، وقد رد سامي الجميل بتغريدة وجهها الى كل من يحاول إبعاد حزب “الكتائب” عن الثورة قائلا: “إننا سلكنا درب التحرير منذ سنوات والتزمنا به بوجه الجميع وسنبقى في قلب الثورة”.

وفي شارع الحمراء، نظم المحتجون اعتصاما أمام منزل نائب رئيس “الحزب السوري القومي الاجتماعي” أسعد حردان، وكذلك حصل في مدينة صيدا، وقد سجل دوس على صور بعض السياسيين المتهمين بالفساد، وهتف المحتجون قائلين: ارحموا فقراءكم. القوى الحزبية النافذة تجنبت المواجهة المباشرة مع الاحتجاجيين، وحتى ان تظاهرة الاحتجاج ضد سلاح “حزب الله”، أمام قصر العدل، رد عليها بتجمع رمزي من مناصري الحزب احتواء للوضع، ولم تصدر تعليقات أو ردود افعال من جانب “حزب الله” أو “التيار الوطني الحر” حيال هذا التحرك.

هذه التطورات الشارعية، لم تحجب الفجوة السياسية، التي أحدثها تراجع رئيس الحكومة حسان دياب، عن قرار مجلس الوزراء بإخراج معمل سلعاتا المطروح بناؤه من الخطة الكهربائية في جدار مصداقية رئيس الحكومة. وتقول مصادر متابعة لصحيفة “الأنباء” الكويتية ان هذا التراجع أزال عمليا الهالة التي أحاطت بشخصية رئيس الحكومة حسان دياب، منذ طرح على التصويت الخطة، من دون معمل “سلعاتا” الذي يعتبره رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل عنوان نفوذه في الدولة، وأسقطها بشبه إجماع. واعتبرت مصادر سياسية معارضة أن رئيس الجمهورية ميشال عون، أصبح ظلا لجبران باسيل، وليس هناك مجلس وزراء بل مجموعة من الكتبة والمستشارين الذين يأتمرون من التيار الحر، ومن باسيل المصاب بحالة من الطمع النفسية والأخطر خسارة حكومة اللون الواحد لمصداقيتها أمام المجتمع الدولي، الذي سجل عليها صعوبة إصدار القرار وسهولة التراجع عنه، كما حصل بالنسبة لمعمل “سلعاتا”، وما كاد يحصل في موضوع التعيينات الإدارية، التي همت بها، ثم تراجعت أيضا، بذريعة المزيد من الدرس، بينما الحقيقة هي للمزيد من التقاسم والمحاصصة، ومثلها مكافحة الفساد، حيث باشرت شطف الدرج من تحت، بدلا من حصول العكس، بدأت بالصغار لتغطي الكبار من الفاسدين.

أمنيا، سجل فجر أمس اشتباك بالقذائف الصاروخية بين أفراد من عائلة صلح وعائلة وهبة في بعلبك، وهو ثالث إشتباك عائلي في المدينة في غضون 10 أيام، ما أدى إلى تدمير متاجر وسيارات.

الى ذلك، أعلن رئيس مطار رفيق الحريري الدولي فادي الحسن أن المطار لن يفتح مدارجه في الثامن من حزيران كما سبق أن أعلنت الحكومة، مرجحا إعادة الفتح في 15 منه، وكاشفا عن وصول 12 رحلة للبنانيين من الخارج يوم السبت، أخضع ركابها للإجراءات الصحية التقليدية.