في ظلّ انهيار اقتصادي غير مسبوق، ومع عجز الحكومة عن تحقيق أي أنجاز فعلي للخروج من الأزمات التي تعصف بلبنان سياسياً ومالياً، انطلقت أمس، موجة جديدة من الاحتجاجات الشعبية، أعادت الزخم لانتفاضة 17 تشرين الأول 2019، بعد فترة خفوت وانكفاء نتيجة انتشار وباء “كورونا”.

غير ان التظاهرات التي أريد منها تجديد الانتفاضة وحشدت لها قوى الحراك وأحزاب المعارضة، تحولت الى أعمال شغب وإشكالات ميدانية ومواجهات بين المتظاهرين وشبان موالين للثنائي الشيعي، تقدموا من منطقة “الخندق الغميق” إلى وسط بيروت هاتفين بشعارات مذهبية، وأقدموا على رشق المتظاهرين بالحجارة والزجاجات الفارغة، وكان عدد من المتظاهرين قد بدأوا برمي المفرقعات النارية باتجاه حرس مجلس النواب، وعمدوا الى تحطيم واجهات المحال وسط بيروت.

وافاد الصليب الأحمر اللبناني لقناة الـLBCI عن وقوع 48 جريحًا خلال المواجهات، وتمّ نقل 11 منهم إلى المستشفيات.

وسجلت عمليات كر وفر، ما اضطر القوى الأمنية الى التدخّل وزيادة تعزيزاتها، خشية تطوّر الأمور. وحصل توتر في منطقة الشياح – عين الرمانة حيث خطوط التماس القديمة، حيث توافد الشبان المؤيدين لـ”القوات اللبنانية” إلى منطقة “مثلث الصمود”، في وقت انتشر فيديو لعناصر من “حزب الله” في الضاحية الجنوبية يطلقون الرصاص بالهواء متوعدين من يحاول المساس بالسلاح ومرددين شعار “هيهات منا الذلة”.

مجموعات من مختلف المناطق اللبنانية توافدت منذ صباح أمس السبت الى ساحتي الشهداء ورياض الصلح، وسط بيروت، في حين كانت القوى الأمنية والجيش تنشر عناصرها وتقيم الحواجز المؤدية الى ساحات التظاهر. وسرعان ما تحول وسط بيروت إلى ما يشبه “ساحة حرب” نتيجة مواجهات بين محتجين وقوات الأمن استخدمت فيها قنابل الغازـ لاسيما بعد وصول عدد من المجموعات الحزبية التابعة لحركة “أمل” و”حزب الله” إلى مشارف ساحة الشهداء حيث منع الجيش تقدم هؤلاء وشكلوا جداراً بشرياً للفصل بين الطرفين تفاديا لحصول أي احتكاك.

واللافت ان عودة الاحتجاجات استبقتها محاولات أحزاب السلطة وأجهزتها الأمنية برسائل تحذير علنية ومبطّنة لمحاولة اجهاض تظاهرات 6 حزيران، سواء عبر التلويح بشارع مقابل، او بمحاولة وضع سقوف للتحرّكات.

المصدر: صحيفة “القبس” الكويتية