دخل أمس قانون “قيصر” المتضمن عقوبات أميركية على النظام السوري وكل من يتعاون معه حيز التنفيذ، وفي الوقت الذي تراهن فيه واشنطن على القانون لتسديد ضربات اقتصادية موجعة لنظام بشار الاسد، سارعت رئاسة الجمهورية في لبنان الى دعوة رؤساء الجمهورية والحكومات السابقين وكل من رئيس مجلس النواب ونائبه إضافة الى رئيس الحكومة ورؤساء الكتل النيابية والأحزاب الى لقاء تشاوري في بعبدا يوم 25 الجاري، في محاولة لاستيعاب انعكاسات القانون وتداعياته على الساحة اللبنانية.
واعتبر مصدر سياسي لصحيفة “الأنباء” الكويتية انه يمكن للبنانيين ان يستفيد من قانون “قيصر” خصوصا لجهة منع تهريب المازوت والطحين والمواد الغذائية والاولية والعملة الخضراء الى سوريا، لاسيما أن العقوبات لن تستهدف الدولة اللبنانية ككيان مستقل بقدر ما ستطول احزابا وأفرادا متعاونة مع النظام السوري ومؤيدة له كـ”حزب الله” بالدرجة الاولى وبعض الشخصيات التي تسبح في فلك النظام بالدرجة الثانية.
ولفت المصدر في السياق عينه الى انه حتى الشركات اللبنانية التي كانت تتحضر فنيا للانضمام الى عملية اعادة اعمار سورية، بدأت بتنظيم حسابات التراجع عن خوض هذا المعترك تحسبا من اسقاط العقوبات عليها. كما أكّد ان كل ما تشهده الساحة اللبنانية من مصالحات بين اخصام ومن لقاءات لتفادي تداعيات قانون “قيصر” وتحديدا لقاء بعبدا المفترض انعقاده في 25 من الشهر الجاري، لن تتعدى نتائجها عتبة تبريد الاجواء واسقاط عوامل الصدام بين الشوارع.
من جانب آخر، حذّر مسؤول دبلوماسي فرنسي رفيع من أنّ “لبنان يغرق وبات في وضع خطر”، لافتًا إلى أنّ بلاده تريد “جمع الشركاء الدوليين لدعم لبنان لكن المشكلة أن حكومة دياب لا تفعل شيئاً ولا تقوم بالمطلوب منها، وباريس لا يمكنها القيام بذلك من دون الحكومة اللبنانية”. وأعرب المسؤول الفرنسي لصحيفة “نداء الوطن” عن “مخاوف فرنسية من أن تزيد التوترات مع مرور الوقت في لبنان وأن ينتهي ذلك بشكل سيئ جداً”، وأضاف: “نحن نعمل لدى شركائنا في المنطقة وأيضاً في المجتمع الدولي ولكن نحتاج قبل ذلك أن تقوم السلطات اللبنانية، وبالأخص “حزب الله” ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، بدفع الأمور في الاتجاه الصحيح”، على صعيد عمل الحكومة باعتبارهما الفريقين الأساسيين فيها.
وبالعودة إلى قانون “قيصر” الذي دخل حيّز التنفيذ أمس، نشرت “الخارجية” الأميركية جميع أسماء الأشخاص والكيانات المعاقبين كاملة، واكتفت بذكر 13 شخصية وكيانين عسكريين، وهم:
بشار الأسد – رئيس النظام السوري
أسماء الأسد – زوجة رئيس النظام
ماهر الأسد – شقيق بشار وقائد الفرقة الرابعة
بشرى الأسد – شقيقة بشار وزوجة آصف شوكت الذي قتل في تفجير “خلية الأزمة”
منال الأسد – زوجة ماهر الأسد
محمد حمشو – رجل أعمال مقرّب من ماهر الأسد
رانيا الدباس – زوجة رجل الأعمال محمد حمشو
أحمد وعمر وعلي وسمية حمشو – أولاد رجل الأعمال محمد حمشو
الفرقة الرابعة – كيان عسكري بقيادة ماهر الأسد
غسان بلال – مدير مكتب الأمن في الفرقة الرابعة
سامر الدانة – قيادي في الفرقة الرابعة
لواء “الفاطميون” – ميليشيا إيرانية تقاتل إلى جانب الأسد