أكد المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيت أن الامم المتحدة “تتابع دائماً باهتمام كبير رسائل غبطة البطريرك الراعي كل القيادات الدينية في لبنان “، داعيًا “القادة السياسيين لإجراء الإصلاحات الضرورية التي يمكن أن تساعد في إطلاق المساعدات الدولية”.
واعتبر كوبيتش في تصريح أن الأمم المتحدة “ستظل ملتزمة مساعدة السلطات اللبنانية في جهودها لضمان التطبيق الكامل للقرارات 1701 و1559 و1680 وغيرها، وتدعو لبنان وجميع الأطراف الى الالتزام التام بها كما بالتزاماتها الاخرى المنصوص عليها في الدستور واتفاق الطائف وإعلان بعبدا”، لافتًا إلى “أن التقارير الدورية للأمين العام (أنطونيو غوتيريس) حول تنفيذ الـ1701 و1559 ترصد مؤشرات عدم تنفيذهما على نحو واسع النطاق من الأطراف المعنية، وهي التقارير التي تناقش بشكل دوري في مجلس الأمن وتستثير الانتقادات من الدول الأعضاء الذين يبحثون اتخاذ خطوات أخرى لتشجيع الأطراف وإجبارها على إبداء المزيد من الالتزام بتنفيذ تلك القرارات”.
وأوضح المسؤول الأممي أنه “من المقرر أن تنعقد الجلسة المقبلة لمجلس الأمن حول تنفيذ الـ 1701 خلال أسابيع قليلة، قبل مناقشة قرار تمديد ولاية اليونيفيل”.
وعَكَس موقف كوبيتش بوضوح اتجاهاً أممياً لمسار “إجباري” لم يكن ممكناً تَلَمُّس كل أبعاده في ما خص تطبيق القرارات الدولية، وسط ملاحظة الأوساط المطلعة أن التمديد لـ”اليونيفيل” سيتحوّل ساحة اشتباك جديدة مفتوحة على الضغوط المتعاظمة على “حزب الله” في موضوع سلاحه وممراته (عبر سوريا) التي تربطه بـ”قوس النفوذ” الإيراني كما على طهران لوقف تَمَدُّدها في ساحات المنطقة.
في هذا السياق، وُضع تلويح واشنطن بالرغبة في إجراء تعديلات على مهمة “اليونيفيل” مع التلميح لإمكان خفض مساهمتها في تمويلها (تساهم بنحو 35 في المئة من موازنتها) ما لم يتم منحها تفويضاً يتيح لها تنفيذ موجبات الـ1701 بمنع وجود سلاح “حزب الله” جنوب الليطاني، وسط معلومات عن ضغطٍ ستمارسه لتعديل مهماتها ونشرها على الحدود مع سوريا لمنع تدفق السلاح إلى الحزب، وصولاً إلى كلام قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال كينيث ماكينزي الذي زار بيروت قبل أيام، وأعلن أنّ واشنطن ملتزمة دعم لبنان والقوى الشرعية فيه، معتبراً أنّ “حزب الله لا يزال المشكلة وإذا نفّذ الحزب عملية ضد إسرائيل يكون ارتكب خطأ كبيرًا”، موضحاً ان “واشنطن أسست مسرحاً كاملًا لردْع إيران بشكل مباشر وغير مباشر وأن تكلفة أي فعل ضد القوات الأميركية في المنطقة ستكون باهظة”.
المصدر: صحيفة “الراي” الكويتية