لم يترك المصمم اللبناني  سام أبي كامل عرض الأزياء الأضخم والأشهر في أستراليا ان يمر مرور الكرام، من دون أن يوجه تحية لبيروت وشهداء انفجار المرفأ.

أبي كامل، وهو مدير شركة URBBANA  هاجر الى استراليا منذ نحو ١٠ سنوات، وكما جميع اللبنانيين، لا يترك فرصة الا ويعبّر فيها عن وجعه وحسرته على وطنه المجروح، فاختار “مهرجان بريزبن للموضة” (Brisbane Fashion Festival Runway) ليعرض فيه تصاميمه غير التقليدية لصيف العام ٢٠٢١-٢٠٢٢ والذي حضره، الى جانب رئيسة حكومة كوينزلاند أنستازيا باناشيه، المليارديرة Gina Rineheart وأهم النجوم والاعلاميين الأستراليين. وكانت لفتة من المنظمين أن أضاؤوا المبنى الرسمي للمدينة Town Hall باللونَين الأحمر والأخضر، رمزًا للعلم اللبناني.

وعلى موسيقى “لبيروت” للسيدة فيروز، دخلت عارضة الأزياء بالتصميم الأسود، دلالة على الموت والحزن الذي سببه انفجار المرفأ، وكان سبقها عرض أزياء الرجال، حمل بعضها علامات الشموع والفراشات رمزًا للأرواح التي ذهبت ضحية الانفجار.

أما التصميم الأبرز، فكان لسترة tuxedo المصنوعة يدويًا (صناعتها استغرقت ١٥٠ ساعة)، مع علامة دم لجهة القلب، وطائر الفينيق على الظهر، رمزًا للبنان الذي سينفض عنه رماد الموت ليقوم من جديد. وقد اختار سام هذا التصميم تذكيرًا بأحد ضحايا الانفجار الذي كان موعد زفافه قريبًا، قبل أن يخطفه الموت، فحضر أصدقاؤه وأقرباؤه الجنازة بلباس المدعوين الى الزفاف. وعلى عكس مهرجان الاستقلال في لبنان العام الماضي، حيث حُذفت عبارة “إن الثورة تولد من رحم الأحزان”، فقد حرص سام على ان تصدح هذه العبارة في أرجاء المكان خلال مرور التصاميم الملونة، رمزًا لعودة الحياة.

سام أبي كامل، اسم بدأ يسطع في عالم الموضة الغربية غير التقليدية، قبل أن يوقف الوباء العالمي أي تقدم في السوق الأسترالي والعالمي. رسالة سام وصلت الى جمهور المهرجان الذي حيا المصمم اللبناني بالتصفيق الحار في نهاية العرض.. على أمل تحقيق العدالة لضحايا انفجار مرفأ بيروت وخلاص لبنان.